التضخم ظاهرة اقتصادية يجب تحليلها بأكملها. يتعلق بالقوة الشرائية لعملة البلد ، وأسعار السلع والخدمات ، والقوة الشرائية للمستهلكين. تقع على عاتق البنوك المركزية وسياساتها النقدية مسؤولية التحكم في مستوى التضخم لمنع تأثيره السلبي على اقتصاد الدولة. يتيح لنا فهم ماهية التضخم أن نفهم كيف يمكن لتطوره أن يؤثر على سلوك الأسواق المالية. في هذه المقالة ، سنناقش هذا والمفاهيم الاقتصادية الأخرى ذات الصلة. فهم الظواهر التضخمية هو أداة اتخاذ القرار للمتداولين والمستثمرين.
لماذا من المهم معرفة ما هو التضخم؟
إنها ظاهرة لها تأثير كبير على اقتصاد البلدان المختلفة. التضخم هو فقدان القوة الشرائية للمال خلال فترة معينة. وفي نفس الوقت تؤدي هذه الظاهرة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات. يؤدي التضخم إلى انخفاض في القوة الشرائية للمستهلكين.
إن فهم التضخم ليس الجانب الأكثر تعقيدًا مما نتعامل معه. قياس التغيرات في أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت ، من الناحية الإحصائية ، واضح ومباشر. يرتبط هذا التعقيد بالعمليات الاقتصادية التي تسبب التضخم وتأثيرها على اقتصاد الدولة وعواقبها.
بالنسبة لمعظم متابعينا، الذين يقومون بالتداول والاستثمارفي الاسواق ، هناك فوائد لفهم التضخم. يمكن أن تسبب مستويات التضخم في بلد ما تغييرات في العلاقة بين العملة المحلية وتلك الخاصة بالدول الأخرى. هذا ، بالطبع ، ضروري لأولئك الذين يتداولون في سوق الفوركس. من ناحية أخرى ، يمكن أن يتسبب التضخم في جعل بعض الاسواق المالية أكثر جاذبية أو مرغوبة من غيرها.
تقع مسؤولية التحكم في مستويات التضخم على عاتق السلطات النقدية في كل بلد. إن البنوك المركزية ، من خلال سياساتها النقدية ، هي المسؤولة عن تحديد الإجراءات للسيطرة على معدل التضخم.
في حالة الولايات المتحدة ، يكون الاحتياطي الفيدرالي(FED) مسؤولاً عن تحديد مستوى مقبول للتضخم والحفاظ عليه. من خلال أجندة محددة مسبقًا ، يمتلك الاحتياطي الفيدرالي هيئة حاكمة تضع السياسة النقدية لفترة معينة. تُعرف هذه الهيئة باسم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC). يجتمع 10 مرات في السنة ، مرة واحدة في الشهر ، ويتم الإعلان عن مناقشاته وقراراته من خلال "محضر بنك الاحتياطي الفيدرالي"(Fed Minutes).
ما هي اسباب التضخم؟
التضخم هو فقدان قيمة عملة الدولة. يرجع هذا الانخفاض في قيمة العملة إلى عوامل مختلفة سنقوم بتحليلها. من ناحية أخرى ، لنفترض أن التضخم ، حتى مستوى معين ، يعد عملية صحية للاقتصاد. وهذا هو السبب أيضًا في أننا نميز بين أنواع التضخم المختلفة.
تربط معظم النظريات الاقتصادية التضخم بعرض النقود. بمعنى آخر ، تؤدي الزيادة في المعروض النقدي إلى التضخم. ما يجب فهمه هنا هو الآليات المختلفة المستخدمة لزيادة المعروض النقدي.
يمكن للوكالات النقدية ، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، زيادة تداول الأموال عن طريق إصدار الأموال (ضخ الاموال). التخفيض القانوني لقيمة العملة ، مقابل العملات الرئيسية الأخرى ، هو أيضًا آلية لزيادة التداول. من أكثر الطرق التقليدية إقراض الأموال للبنوك من حساباتها الاحتياطية بسعر أقل. أخيرًا ، يؤدي شراء الأصول ، مثل السندات الحكومية ، إلى زيادة التداول في أيدي السكان.
ومع ذلك ، مهما كانت الآلية المستخدمة لزيادة المعروض النقدي ، فإنها ستؤدي إلى خسارة في القوة الشرائية للنقود. هذا هو الجواب الرئيسي لسؤال ما هو التضخم.
سيؤدي وجود عرض نقدي متزايد إلى التضخم. ومع ذلك ، يمكن أن يأتي هذا العرض من آليات مختلفة تستخدمها البنوك المركزية كجزء من سياساتها النقدية.
ما هوالتضخم بالطلب؟
التضخم الناتج عن زيادة الطلب هو أحد أنواع التضخم التي يمكننا تحديدها. كسياسة نقدية ، يزيد البنك المركزي من كمية الأموال المتداولة. هذا يحفز الائتمان والاستهلاك. تزداد آليات الإنتاج ويزداد الطلب على العمالة. هناك المزيد من الأموال في أيدي المستهلكين والشركات. ينتج عن هذا زيادة في الطلب ، عندما يتجاوز العرض ، يؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار. زيادة المنتجات والخدمات.
في عمليات الأزمة والركود ، يتراجع الاستهلاك ، وكذلك الائتمان. يحدث هذا عندما تقرر البنوك المركزية حرفيًا تحفيز التضخم. للقيام بذلك ، فإنهم يزيدون من المعروض النقدي.
التضخم بسبب ارتفاع التكاليف
لكن ليس فقط طلب المستهلك النهائي هو الذي ينمو. يزداد الطلب على المدخلات والسلع الرأسمالية. ارتفاع تكاليف الإنتاج ، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
يحدث شيء مشابه عندما تتركز الزيادة في المعروض النقدي في السلع أو المواد الخام. من الشائع في هذه الحالات ، على سبيل المثال ، إنشاء سوق مضاربة حول سلعة مثل النفط. يتحول التأثير في النهاية إلى تكاليف الطاقة ، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلك.
تضخم مضمن
التوقعات بأن معدل التضخم سوف يستمر في الارتفاع لبعض الوقت تؤدي إلى الحاجة إلى الترقب في بعض القطاعات الاقتصادية. على سبيل المثال ، مثل هذه التوقعات تدفع قطاعات العمل للمطالبة بزيادة الأجور.
مؤشرات الأسعار
بالإضافة إلى إجابة السؤال عن ماهية التضخم ، يجدر الحديث عن مؤشرات قياسه. لهذه المهمة ، يتم استخدام العديد من سلاسل الأسعار لتقييم حركة السعر. ومع ذلك ، فإن أكثر المؤشرات شيوعًا لقياس التضخم هي مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشر أسعار الجملة (WPI).
مؤشرأسعار المستهلكين
هذا المؤشر هو متوسط مرجح لأسعار سلة السلع والخدمات. هذه هي المنتجات والخدمات المتاحة للمستهلكين النهائيين والتي ترتبط باحتياجاتهم الحيوية. ويشمل ذلك أسعار المواد الغذائية والنقل والتعليم والملابس والرعاية الطبية.
في الوقت نفسه ، يتم حساب مؤشرأسعار المستهلك بناءً على تأثير كل عنصر على السلة الإجمالية. لهذا نتحدث عن الترجيح.
يتم احتساب مؤشر أسعار المستهلك بشكل عام على أساس شهري. تعطينا التغيرات من شهر لآخر معدل التضخم أو الانكماش (حسب الحالة). إذا انخفضت الأسعار مقارنة بفترة سابقة ، فإن هذا يسمى الانكماش.
مؤشرأسعار الجملة
هذا مؤشر مناسب لقياس التضخم. وهو أيضًا متوسط مرجح مثل مؤشر أسعار المستهلك. ومع ذلك ، في هذه الحالة ، يتم قياس أسعار السلع والخدمات في المرحلة قبل الوصول إلى المستهلكين. اي على مستوى البيع بالجملة. يتضمن هذا المؤشر المنتجات والمدخلات التي تشكل سلسلة الإنتاج.
معادلة بسيطة لحساب التضخم
عادة ما يتم التعبير عن معدل التضخم خلال فترة معينة كنسبة مئوية. حسابها بسيط للغاية ويعتمد على مؤشر أسعار المستهلك. لاحظ أنه يمكن تكرار هذا الإجراء لمؤشر البيع بالجملة إذا كنت ترغب في الحصول على معدل التضخم بالجملة.
معدل التضخم بالنسبة المئوية = (قيمة CPI النهائية / قيمة CPI الأولية) × 100
باستخدام هذه الصيغة ، يمكنك حساب معدل التضخم لأي فترة - شهر أو سنة أو عقد - طالما لديك بيانات مؤشر الأسعار.
اعتبارات حول ماهية التضخم
الآن وقد أصبح لدينا إجابة لسؤال ما هو التضخم ، من المفيد أن ندرك أن هناك تقييمات مختلفة لهذه الظاهرة في الاقتصاد. قد تعكس المستويات المرتفعة من التضخم ، حسب البلد المعني ، مشاكل في اقتصادها. يؤثر الخسارة المستمرة في القوة الشرائية للمال على جميع القطاعات. من ناحية أخرى ، فإن غياب التضخم أو الانكماش هو مظهر من مظاهر الركود الاقتصادي.
من ناحية أخرى ، يمكن أن تكون المستويات المقبولة للتضخم انعكاسًا لصحة جيدة ، حيث يظل الاستهلاك مستقرًا.
البنوك المركزية ، من خلال سياساتها النقدية ، مسؤولة عن السيطرة على التضخم. إذا كان التضخم أقل من الهدف المحدد - بين 2 و 5٪ سنويًا - فسيتم إنهاء السياسة النقدية التوسعية.
إذا ارتفع التضخم أكثر مما هو مرغوب فيه أو أعلى من أهداف البنك المركزي ، فسوف تنكمش السياسة النقدية.
بالنسبة للمستثمرين والمضاربين في الأسواق المالية ، يمكن أن يكون للتضخم قراءات مختلفة.
بالنسبة للمتداولين ، يوفر تخفيض قيمة العملة فرصًا . على سبيل المثال ، إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض قيمة العملة (خفظ في سعر الفائذة)، فسوف يبحث المتداولون عن مراكز شراء في EUR / USD ، أو عملات أخرى.
السندات المقيدة بالتضخم هي أدوات مالية ممتازة لفترات الزيادات الحادة في الأسعار.
بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون العملات الأجنبية أو السندات أو الأوراق المالية بالعملة المحلية ، يصبح فقدان قيمة العملة مشكلة. رأس المال ينخفض مع مرور الوقت. الشيء نفسه ينطبق على الاحتفاظ بالمال في البنوك. الفائدة المقدمة دائما أقل من معدل التضخم.
يجب دائمًا قياس الخسارة في قيمة العملة مقابل عملة أخرى. هذا هو السبب في أن التضخم في بلد ما يفضل المصدرين ويضر بالواردات.
يجب مراقبة الظواهر مثل التضخم ، التي تؤثر على سلوك الاقتصاد والأسواق المالية ، عن كثب من قبل المتداولين.
هل لديك أي صورة ا تريد مشاركتها في التعليق؟ استعمل هذا الرمز
:img:رابط الصورة هنا:eimg: